إن الشعر العربي يحتفل بالكثير من الشعراء الذين كانوا لهم قصائد في مجال الشوق ،واللهفه
المحبوبه وكثير من العشراء كتبوا في هذا المجال .
قد عبروا عن شوقهم وحبهم لمن هم بمكان آخر وزمان غاب عنه وجودهم ، حملت
تلك القصائد في طياتها تراكيب شعرية خاصة ، ومدلولات فنية عالية اللغة والإحساس
، بالإضافة لصور شعرية توصف على أنها خالدة ، فعندما يبتعد من تحبه عن ناظريك
يجب أن تشتاق إليه ،
، سوف نضع بين أيديكم في هذا الموضوع اقتباسات مختارة من أقوى ما جاد به
الشعر العربي في الاشتياق ، وحتى لا نطيل عليكم تعالوا نستمتع سوياً بقراءة هذه الأبيات
، التي نأمل أن تعجبكم وتقوموا بمشاركتها مع من تحبون.
شعر عن الشوق والغياب:
وَفارَقتُ لُبنى ضَلَّةً فَكَأَنَّني
قُرِنتُ إِلى العَيّوقِ ثُمَّ هَوَيتُ
فَيا لَيتَ أَنّي مِتُّ قَبلَ فِراقِها
وَهَل تَرجِعَن فَوتَ القَضِيَّةِ لَيتُ
سَكَنَّ ببلْدَةٍ وسَكَنْتُ أُخرى
وقُطِّعَتِ المواثِقُ والعُهُودُ
فَما بالي أَفِي ويُخانُ عَهْدِي
وما بالي أُصادُ وَلا أَصِيدُ
مَنْ نامَ لَمْ يَدْرِ طال اللَّيْلُ أَمْ قَصُرا
لا يعرفُ الليلَ إلاّ عاشقٌ سهرا
إلى كم أُمَنِّي القلبَ والقلبُ مُولَعٌ
وأزجرُ طَرفَ العينِ والطرفُ يدمَعُ
وحتَّى متى أشكُو فِراقَ أحبَّتي
عفَا بالنَّوى منهم مَصِيفٌ ومَربَعُ
وأستعرضُ الرُّكبانَ عنهم مُسائلً
عسى خبرٌ عنهم به الركبُ يرجعُ
تصبَّرتُ عنهم وأنثنيْتُ إليهمُ
ولم يبْقَ في قوسِ التَّصبُّرِ مَنْزَعُ
أُراعيِ نجومَ الليلِ أرقبُ طيْفَهم
وكيف يزور الطَّيفُ مَن ليس يهجَعُ
وما زالتُ أبكي لؤلؤاً بعد بَيْنهم
إلى أن بدا مُرجانُ دمعِيَ يَهْمَعُ
وما كان تبكي العينُ لولا فِراقُهم
عقيقاً ولا يشْفِي الفؤادَ طُوَيْلٍعُ
فلا حاجِرٌ بعد الأحبَّة حاجِزٌ
ولا لَعْلَعٌ مذ فارق الحيُّ لَعْلَعُ
غرَبْن شموساً في بدورِ أكِلَّةٍ
فليس لها إلاَّ من الخِدْرِ مَطْلَعُ
قصيده عن شوق وغياب